كلمة رئيس التحرير

نحو رسم استراتيجية الدفاع الوطني

      طرح مصطلح استراتيجية الدفاع الوطني للمرة الأولى على طاولة الحوار اللبناني في أيار عام 2006، حيث ناقش المؤتمرون موضوعات أساسية من بينها كيفية معالجة سلاح حزب الله، وكالعادة، كان الانقسام بين زعماء الطوائف حاداً لدرجة أضحى أي تنازل من قبل أي فريق يعتبر انتصاراً يسجل للفريق الآخر من ضمن معادلة Zero sum game. فبينما طالب فريق بنزع سلاح حزب الله ووضعه ضمن اطار الشرعية اللبنانية، كان الفريق الآخر يتمسك بسلاح المقاومة ويعتبره جزءاً لا يتجزأ من وسائل قوة الدولة.

      هذا البحث في استراتيجية الدفاع الوطني لا يستهدف اثارة الموضوع من زاوية نزع سلاح حزب الله أو الإبقاء عليه، لأن هكذا سجال لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان العليا، ففي رأينا ان اي تصوّر لاستراتيجية دفاع وطني يجب ان تأخذ بعين الاعتبار كيفية حماية المقاومة وحماية لبنان في أن معاً. فسلاح حزب الله هو من فرض النقاش حول ايجاد صيغة ما لحماية البلد في ظل بيئة داخلية هشة وبيئة اقليمية متوترة، ونظام عالمي تتحكم فيه مقولة حق القوة. وعليه، أن أية صيغة لاستراتيجية دفاع وطني لن تبصر النور ان لم تكن جزءاً من استراتيجية أشمل تسمى استراتيجية الأمن الوطني.
...............