كلمة رئيس التحرير

قراءة في كتاب العلم والعولمة

      على الرغم من شح موازنتها، وعبث أيادي الاحزاب الطائفية في ملفاتها، وتنامي فطريات المعاهد الخاصة، لا تزال الجامعة اللبنانية تتصدّر المشهدين التعليمي والثقافي. انها جامعة الوطن، والعمود الثاني في مناعته القومية، وجزء لا يتجزأ من نضالنا الوطني. لا تزال الجامعة واقفة برمح قلمها وترس معرفتها في وجه كل الأعاصير التي تعصف بلبنان. وهذه الرياح ما كانت لتدخل الى حجرة الجامعة لو ان من يدّعون الوطنية لم يشرعو الابواب لجامعاتهم الخاصة.

      أهكذا تعامل جامعة الأذكياء؟ أهكذا يتم التعاطي مع جامعة ال 500 الف خريج، رفعوا اسم لبنان وعلمه عالياً في بقاع الارض واصقاعها؟ أتفعلون بنا لأننا نعلم طلابنا ان لبنان وطن لجميع ابنائه، وبأن الطائفية نقمة، وبأن لا خلاص الا بدولة المواطنة، وبأن صراعنا مع الصهونية هو صراع وجودي؟

      لا، والله، لقد اشتبهت الأمور على منظومة الطائف التي انتجت دولة ضعيفة وعصابة مجرمة بحق الوطن والانسان فيه. لا، والله، فهذه الجامعة باقية ما بقي الليل والنهار، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، ونحن شهود على ذلك.
...............